2024/10/21 | 0 | 1319
ماحدث معي في قضية اختفاء العم محمد طاهر البغلي بوفهد
بقلم : فؤاد جواد الشيخ حسن البغلي
لايزال سر وغموض حادثة اختفاء العم الحاج محمد طاهر البغلي (بوفهد) في رومانيا منذ عام 2015 لغزا حير العقول وخلف في قلوب ابناءه وذويه ومحبيه وكافة عائلة البغلي الحيرة والحسرة والكرب والبلاء ، فالعم الحاج محمد طاهر البغلي (بوفهد) هو احد وجهاء عائلة البغلي البارزين ورجالها اللامعين وذو مكانة مرموقة في المجتمع الكويتي وله علاقات اجتماعية رفيعة وواسعة ، ولايزال أبناءه وذويه ومحبيه وكافة افراد عائلة البغلي يدفعهم الامل والرجاء بالابتهال الى الله سبحانه ان يكشف عنهم هذا الكرب والبلاء ويقر اعينهم برؤيته سالما (وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ) ، إ(ِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ)
وعلى الرغم من الجهود الكبيرة المبذولة من قبل ابناءه وذويه وتخصيصهم مكافأة مالية كبيرة وصلت الى مليون يورو لمن يدلي بمعلومات تفضي الى كشف غموض هذا الاختفاء
وعلى الرغم من ان قضية اختفاء العم محمد طاهر البغلي (بوفهد) كانت قد حظيت باهتمام كبير من قبل حكومة دولة الكويت والسلطات الامنية في دولة رومانيا وحظيت بمتابعة مستمرة من قبل امير دولة الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد الصباح ووزارتي الداخلية والخارجية فيها والسفارة الكويتية لدي دولة رومانيا
الا ان جميع تلك الجهود المبذولة لم تتوصل الى أي دليل ناهض او اثر للجريمة او مشتبه به يمكن ان يقود فيه التحقيق الى خيوط قد تفضي الى كشف غموض اختفاء العم محمد طاهر البغلي (بوفهد)
وتعود تفاصيل هذه الحادثة في تاريخ 5/8/2015م اثناء قضاء اسرة العم الحاج محمد طاهر البغلي (بوفهد) فصل الصيف بمنزلهم الواقع في قرية (كيا) الرومانية وهي قرية صغيرة تقع في احدى غابات دولة رومانيا والتي اعتادت الاسرة قضاء فصل الصيف فيها منذ أوائل التسعينات الميلادية وكان جميع سكان هذه القرية الصغيرة والبالغ عددهم حوالي (500) شخص تربطهم بأسرة العم محمد طاهر البغلي (بوفهد) علاقة ودية ووثيقة ويسودها الاحترام المتبادل ، ونتيجة لعلاقاته الودية وتعامله الراقي والأخلاقي معهم فقد اشتهر العم محمد طاهر البغلي لدى اهل هذه القرية باسم (بوفهد)، وعلى الرغم من سنه البالغ 79 عاما حين اختفاءه الا انه كان يتمتع بشخصية قوية وجذابه وادراك وذاكرة جيدة للغاية وفي كامل قواه الذهنية
وفي يوم حادثة الاختفاء كان ابنه الحاج رياض متواجدا معه في نفس القرية وكان مقيما مع عمه ووالد زوجته الحاج إبراهيم طاهر البغلي (بورائد) بالمنزل المجاور لمنزل اخيه العم (بوفهد) وكان مقررا في ذلك اليوم ان تخرج الاسرة لرحلة خاصة للتنزه خارج القرية وطلبوا من الحاج (بوفهد) مرافقتهم في هذه الرحلة لكنه اعتذر وفضل البقاء في المنزل ، وفي صباح ذلك اليوم حضر الحاج إبراهيم طاهر البغلي (بورائد) لزيارة أخيه الحاج (بوفهد) في منزله ثم حضر من بعده ايضا ابنه الحاج رياض لزيارة والده للاطمئنان عليه قبل انطلاقهم لرحلة التنزه فوجده نائما وقد اطمـأن انه بخير وكل شيء يمضي على مايرام
وبموجب إفادات الشهود الذين شاهدوه قبل حادثة الاختفاء ومنهم خادمة المنزل التي أفادت ان العم الحاج محمد طاهر البغلي (بوفهد) خرج من منزله الساعة الواحدة والنصف ظهرا لمزاولة رياضة المشي خارج المنزل ، وبموجب إفادات شهود اخرين أيضا قالوا انهم شاهدوه وهو يدخل الفندق المقابل لمنزله وجلس هناك على طاولة مع بعض النزلاء ثم اخبرهم انه سوف يصعد سلم الدرج المؤدي الى الغابة وأضافوا انه وصل الى نهاية ذلك السلم ثم تخطى السور الخلفي ودخل الى الغابة على الرغم من ان سلم الدرج هذا يتكون من (166) عتبة ويصعب على رجل في مثل سنه الصعود لهذه المسافة ثم يذهب ليقوم بجولة في الغابة مشيا على قدميه
وبرزت في حينها عدة فرضيات لهذه الحادثة كان ابرزها وأكثرها منطقية انها عملية اختطاف او إخفاء قسري وان اقرب المشتبه بهم هو صاحب الفندق الذي دخل فيه العم بوفهد قبل اختفاءه بإفاداته الغير منطقية ولكن لم يصل التحقيق معه الى مايثير حوله الشبهة ومن ثم توجيه التهمة
ولا تخلو في العادة قضايا حوادث الاختفاء والاختطاف من استغلال واطماع الانتهازيين الذين تسيل لعابهم للمكافأة المالية الكبيرة المرصودة لمن يدلي باي معلومة في القضية منتهزين في ذلك حاجة العائلة وأبناء وذوي المفقود لأي معلومة قد تؤدي الى كشف غموض اختفاءه ومصيره
وقد واجه ذوي العم بوفهد العديد من تلك المحاولات والعديد من الأساليب وفبركة القصص والاحداث حول عملية الاختفاء لكنها لا تصمد امام الواقع ولاتميل الى المنطق وكانت غايتها الحصول على الأموال بالباطل والحيلة
ومن تلك القصص والاحداث المفبركة والمثيرة والعجيبة حول مصير العم بوفهد وملابسات اختفائه والتي رسمت بشكل محكم ومتقن من قبل احد المحتالين وهو من الجنسية السورية وقد حدثت معي انا شخصيا بصفتي احد افراد العائلة الذين يحملون اسم عائلة (البغلي) ومقيم في الاحساء بالمملكة العربية لسعودية ، ولربما كان خياره التواصل معي انا شخصيا دون احد من ابناءه او ذويه في دولة الكويت كان من ضمن إحكام واتقان الخطة والفبركة التي رسمها لتكون اكثر مصداقية وواقعية
وقد اذهلتني انا شخصيا ومعي احد أبناء العم (بوفهد)الامر الذي جعلنا في بداية الامر نتفاعل ونتعاطى معها بشكل جاد ومتابعتها باهتمام بالغ وقد بعثت فينا الامل من جديد والشعور بالتفاؤل للوصول الى حقيقة سر اختفاء ومصير العم بوفهد
و كان من ابرز أسباب هذا التفاؤل والاطمئنان لهذا المحتال ومصداقيته في بداية الامر هي ايهامنا ان سبب رغبته بالتواصل مع ذوي المفقود هو فقط تنفيذا لوصية والده الذي اقر له اثناء احتضاره وقبل وفاته انه كان شريكا مع المجموعة التي اختطفت العم محمد البغلي (بوفهد)في رومانيا وكتب له عنوان المنزل الذي حدد فيه مصير المختطف وهو يرغب بتبرئة ذمة والده وقال عبارته باللهجة الشامية (مشان ترتاح روحو لأبي في أبرو) وانه لايرغب باي مكافأة مالية ونعتها انها مال حرام في حرام وانه حريص الا يأكل ابناءه من الحرام وكان لسانه عامرا بذكر الله والصلاة على رسوله وارسل لنا صورة والده المتوفي وطلب عرضها لعائلة المخطوف العم محمد البغلي (بوفهد) الذين كانوا يترددون معه في رومانيا زاعما انه على يقين من انهم سيتذكرونه ويتعرفون عليه واخبرنا ان لديه كامل الاستعداد بالتعاون معنا لكشف مصير العم بوفهد لوجه الله تعالى ولتبرئة ذمة والده المتوفي وقد زودنا برقم هاتفه وكان كل شيء يسير معه على مايرام
وفي حين كنا بانتظار ان يرسل لنا الورقة المتضمنة عنوان المنزل الذي حدد فيه مصير العم (بوفهد) في رومانيا حسب زعمه كانت تدور في صدورنا استفهامات وفرضيات عديدة فهل ستقاوم الفئران رائحة الجبنة ومتى سيضع لنا العصي في الدواليب وفي أي زاوية من تفاصيل هذه الفبركة سيكمن لنا هذا الشيطان ؟
وفي تفاصيل هذه الفبركة المثيرة انه في احد الأيام ومن خلال حسابي في برنامج الفيس بوك والذي يحمل اسمي وهو (فؤاد جواد الشيخ حسن البغلي ) وصلني اشعار طلب احد الأشخاص الغير مضافين عندي بالقائمة يريد محادثتي عن طريق المسنجر طالبا منى ايصاله مع ابناء المفقود في رومانيا محمد البغلي او تزويده بأرقام هواتفهم والسبب ان لديه معلومات هامة جدا حول اختفائه وان الموضوع في غاية الأهمية
وقد تواصلت فورا مع احد أبناء العم(بوفهد) وابلغته بالأمر لكنه ابلغني انهم واجهوا العديد مثل هؤلاء الذين يزعمون ان لديهم معلومات ثم مااسرع مايتبين انهم محتالين وغير جادين او محاولتهم تقديم معلومات غير ناهضة في القضية ونحن قد وكلناك يا ابن العم بالتواصل معه نيابة عنا وانت مخول لكشف ما لديه من معلومات لتقييمها من قبلنا فأبلغت هذا الشخص قرار أبناء العم (بوفهد)اني موكل ومخول من قبلهم لتقييم ما لديك من معلومات وهل هي جادة وحقيقية ام لا فما هي تلك المعلومات التي بحوزتك ، فقال انه سوري الجنسية وقد التحق مع والده المقيم في رومانيا ولم يكن يعرف بعملية اختفاء محمد البغلي الا حين مرض ابيه الذي توفي فيه و ان ابوه اثناء احتضاره عند الموت اعترف له انه كان احد أعضاء المجموعة الذين اختطفوا محمد البغلي وكان غايتهم من اختطافه هو طلب فدية مالية نظير اطلاق سراحه وكان قرارهم الاتصال مع ذوي المختطف بعد شهر من اختطافه لطلب تلك الفدية لولا التشديد الأمني والمخابراتي وبروز الخبر بوسائل الاعلام في حينه وان مكان المنزل الذي احتجز فيه المختطف هو قريب من منطقة اختطافه وزعم ان المختطف قد توفي اثناء احتجازه لديهم بعد أيام قصيرة من اختطافه وتم دفنه في احد غرف ذلك المنزل وان والده قبل وفاته طلب منه التواصل مع ذوي المخطوف لإبلاغهم بهذه التفاصيل لإبراء ذمته وان يعطيهم عنوان المنزل الذي دفن فيه المختطف ، فطلبت منه ان يعطينا عنوان ذلك المنزل للتأكد من حقيقة وصدق كلامه فقال يجب قبل كل شيء ان اغادر رومانيا وادخل الأراضي السورية عبر باب الهوى من الحدود التركية لابتعد عن تهديدات بقية المجموعة التي قامت بعملية الاختطاف وسوف اكتب لك عنوان المنزل فور وصولي الى الأراضي السورية ، وعند وصوله للأراضي السورية تواصل معي من جديد وطلبت منه تنفيذ وعده لي بكتابة عنوان المنزل المزعوم ، فقال انه عندما وصل الى دولة تركيا في طريقه للشمال السوري التقى هناك حسب زعمه مع رجل يوناني وهو احد رجال المجموعة التي اختطفت محمد البغلي في رومانيا واخبره نيته ابلاغ ذوي المخطوف بموقع ذلك المنزل وان هذا وصية ابيه قبل وفاته ولان ذلك المنزل هو اصلا مسجل باسم ذلك الرجل اليوناني حسب زعمه ويجب ان يعلم بذلك ليأخذ الحيطة والحذر ، واردف قائلا انه لما علم الرجل اليوناني بذلك استشاط غضبا وهدده بالقتل وان يده طائلة في كل مكان وانه يخشى على حياته وحياة ابناءه
والى هنا ادركنا جميعا شباكه المنصوبة وحبائله المريبة وان هذه الزاوية هي التي سيكمن لنا فيها هذا الشيطان من تفاصيل هذه الفبركة وهي من الفرضيات التي كنا قد رسمناها وتنبأنا بها جميعا ولم يمنعني شخصيا من اكمال ما يلزم نحو استدراجه الى غايته الخبيثة من هذه الفبركة المحكمة وإرغام انفه نحو رائحة الجبنة فطلبت منه المحاولة مجددا مع الرجل اليوناني المزعوم واننا على استعداد تام لقبول جميع شروطه ، ثم عاود المحادثة معي فقال ان الرجل اليوناني سيخسر المنزل فور ابلاغكم بالعنوان وسيتم مصادرته من قبل الجهات الامنية وهو يطلب أولا ثمن المنزل (180) الف دولار قبل كل شيء ، ثانيا ان تكون الصفقة بعيدة عن الاعلام والأجهزة الأمنية ، ثالثا الا يتم تصوير المنزل من الخارج ، والى هنا تبددت أحلامه وبطلت حبائله حينما اخبرته اننا على استعداد تام ان ندفع له قيمة المنزل ولك أيضا مكافأة خاصة وذلك بعد التأكد من حقيقة وجود القبر المزعوم بالمنزل وهذا تعهد منا اليك ، او يمكننا التفاوض معه او معك انت شخصيا حول شراء ذلك المنزل ولكن قبل إجراءات التأكد من صحة هذه المعلومات لن يدفع لكم فرنك واحد ويمكنك المحاولة في فرصة اخرى
جديد الموقع
- 2024-12-26 نحو معارض للكتاب الخيري
- 2024-12-26 معادلة الانتصار الإلهي والقيم العليا
- 2024-12-26 أحياة هي أم ظروف حياتية؟
- 2024-12-26 د.نانسي أحمد أخصائية الجلدية :العلاج البيولوجي أحدث وأهم الخيارات في معالجة الصدفية
- 2024-12-26 "ريف السعودية" ونادي الشباب يوقعان مذكرة تفاهم لتعزيز المسؤولية المجتمعية
- 2024-12-26 تجهيز عربة عيادة أسنان في الأحساء
- 2024-12-26 4 مليارات لفرص المسؤولية الاجتماعية خلال 21 شهرًا
- 2024-12-26 نقوش ميدان عام تؤصل لقرية أثرية بالأحساء
- 2024-12-26 ما الكون إلا زمان .. إلاك
- 2024-12-25 قراءة في حياة الشاعر علي الحمراني